موسيقى

Friday, August 29, 2014

محاكمة ذات




بالتزامن مع قراءة رواية " ذات " لـ " صنع الله ابراهيم "، شاهدت المسلسل المأخوذ عنها و الذي حمل اسم " بنت اسمها ذات ".
تفوق المسلسل على الرواية في سابقة لا تحدث كثيرًا؛ فلطالما كان العمل المكتوب أكثر جمالًا من المصور.
ذات نموذج المرأة التي جعلوها فـ انجعلت.
في طفولتها، مراهقتها، شبابها، كهولتها، شيخوختها، كانت تتبع خطواتهم لا خطواتها.
.نعيش في مجتمعاتٍ تدفعنا لنكون هذا النموذج، لنتحول لذواتٍ
.و نحن نحارب و سنظل .. بألا نكون

حياة ذات التي عرضها المسلسل ببراعةٍ لا مثيل لها، ملهمة لكل ذي قلم.
لكن ما لمسني بشدة و دفعني للكتابة هو " محاكمة ذات "
تلك المحاكمة التي امتدت على طول حياتها، اختلف قضاتها و ظل المتهم واحد.
ذات ..!
ذات المذنبة دائمًا و أبدًا في نظر الأم الصارمة و الزوج اللامبالي و حتى في نظر نفسها.

" إنتِ السبب "
" ما إنتِ اللي خايبة "
" عقلك مش في راسك "
" إنتِ مش عارفة تربي نفسك .. هتربي البنات "
" اتصرفي يا ذات "
" فتحي عينيكِ يا ذات "
" حطي عينيكِ في وسط راسك يا ذات "
" ربي البنات "
" معرفتيش تربي "

تبدأ المحاكمة، ترتفع كل الأصوات و يبقى صوت ذات لا وجود له.
تنتهي، فتسرع إلى الحمام الذي تحول إلى حائط مبكى، تبكي فيه ضعفها و قلة حيلتها.
تتخذ من المرحاض مقعدًا، تبكي في صمت، و تبدأ في داخلها محاكمة أخرى، تكون فيها الخصم و الحكم.
المحاكمة التي تعقدها لنفسها لا تختلف في نتيجتها عن غيرها.
مذنبة .. دائمًا مذنبة .. 
هكذا تربت و بهذا اقتنعت و لن تستطيع أن تنصف نفسها مرة.
ينتهي البكاء، تقوم من مكانها لتلقي على نفسها نظرة في مرآة الحمام.
نظرة تتأكد معها من ثبوت التهمةِ عليها، ثم تغادر الحمام لتتابع الطريق المرسوم لها سلفًا.








Saturday, August 23, 2014

ميلاد ..




هل مرت تسعة أشهرٍ حقًا .. ؟!
يا الله ! .. سحقًا للزمن الذي يسرقنا
نعم .. مرت تسعة أشهرٍ على انكساري \ موتي  \ احتراقي ..
تحدثكم الآن جثة ترفض أن تكون كذلك !
بقايا القوة و الإرادة بداخلي تطالبني أن أكف عن هذا السخف
تذكرني بقولِ أحدهم
" ترينه الآن موت .. لكنك يومًا ستكتشفين أنه الموت الذي بداخله الحياة ! "
لم أر الحياةَ بعد ..
مازلت أرى أن ما حدث هو الموت بعينه.
لكن الروح القوية بداخلي تأبى ذلك ..
و اليوم .. و بعد مُضي تسعة أشهرٍ
تداعب عقلي فكرة أن هذه الأشهر، أشهرُ حملٍ لا موت ..
و أنه قد جاءت لحظة المخاض !

لا جثةً هنا ..
إنما جنين تخلق من رحم الآلام
و عليه أن يترك ظلمة الرحم و ينطلق إلى نور الحياة
أن يعلن عن وجوده بصرخة الميلاد
صرخة البداية ..
التي ستتوالى بعدها الضحكات.



Thursday, August 21, 2014

طوق النجاةِ الأخير






عودةٌ بعد غياب :)
 كم هو محبطٌ أن تكون آخرُ كلماتٍ كتبتها هنا منذ شهرين !

يا الله !
نجح الرمادي .. !
هزمني .. غيبني .. ابتلعني
أغرقني فيه حدَ الشلل !
حدَ اللا رغبة في الكتابةِ .. في الحياةِ .. في كل شيء.

ثم جاءت الحرب ..
الدم .. الدمار .. الرعب

و هأنذا ما بين مطرقة الحرب و سندان الرمادي ..

تمد الكتابةُ لي يدها كعادتها
تستصرخني انتشال نفسي من هذا الشلل
صرخاتها تتردد في جنبات روحي
" أنا طوق نجاتكِ الأخير "
تشبثي و قاومي ..

يا طوق نجاتي الأخير
أنا هنا ..

جئت لأقاوم !