موسيقى

Sunday, November 23, 2014

حريق



سحقًا للتاريخ !
سحقًا للأيام و الأشهر و السنين !
ليتنا نحيا بلا تواريخٍ تذكرنا بما نحاول أن ننسى ..
صفعني التاريخ اليوم على وجهي .. على روحي .. على قلبي ..!
صفعني منذ اللحظة الأولى لميلاده.
أيقظ البركان الخامد في داخلي.
و دفع بحمم الغضب و اليأس و الجزع لتحرق عالمي.
لم تفلح دموعي و لا دموع السماء التي شاركتني البكاء في اخماد هذا الحريق.
عجز تربيت قطرات المطر على وجهي أن يطفئ حرائق روحي.
المطر الذي طالما نجح في ذلك .. لم ينجح اليوم ..!
لم ينجح ..!




Tuesday, November 18, 2014

و لنا في الخيال حياة



عزيزي أسامة ..

سلامٌ عليك أينما كنت ..

تأخرت في الكتابة إليك \ عنك
فقد كنت أشك - كما اقتضت العادة - في قدرتي على ذلك.
دائمًا قدراتي محل شكي يا أسامة، و لا أدري ماذا أفعل حيال ذلك، فهل تدري أنت ؟

كيف حالك ؟
و كيف هي عروس المطر أسماء ؟
هل ما زلت تعتني بها كما كنت تفعل دومًا ؟
لا أظنها نجحت في قص شعرها، كيف تفعل و أنت تدللها بتمشيطه، كلما اشتكت بأنه لا رغبة بها لذلك.
ما أشبهني بأسماء و يا لحاجتي لك يا أسامة .

هل ما زلت تسكب الفرح أينما حللت ؟
مبدعٌ أنت في خلق البهجة..
فلا يمكنني أن أنساك و أنت تمسك بإصيص صبارة - كأنها ميكروفون - و تغني.
أنا أيضًا أغني، دائمًا أغني، و لكن بفرشاةِ شعري ..
و رغم أن صوتي أكثر عذوبةً منك، إلا أنك مُبهجٌ أكثر مني .. !

على ذكر الصبار ..
هل ما زال شغفك بالنباتات قائم ؟
لطالما عودتني أن تكون غرفتك جنةً خضراء.
هنا التيوليب الذي أحبه، و أسفل النافذةِ الصباريات، و هناك النباتات آكلة الحشرات التي أخشاها.
ليتني نبتة في غرفتك - يا أسامة - أنمو على الحب .. الاهتمام .. و الموسيقى.
فأنت المؤمن أن " الغناء يساعد الزرع على مقاومة الوحدة "
و أنت الذي يمسح بيده على معظم نباتاته ليودعها قبل خروجه؛  لتنقل لها حبك.
نباتاتك التي منحت لكل منها اسمًا خاصًا بها لا يتبع التصنيف العلمي، فلكل نبتة - على حد قولك - شخصية  .. !
سلامي لأفروديت و عشتار و بيرسفوني و أثينا و إنانا،
و أعتقد أنه قد آن الآوان لتضم إليهم جورية بيضاء، و لتمنحها اسم نفرتيتي.

أما زلت تعطر المناشف بزيت زهرة الخزامي المهدىء للأعصاب ؟
تُراه قادر على تهدئة أعصابي الثائرة دومًا ؟!
أتعلم أني فكرت في ممارسة اليوغا مثلك؛ فلربما استطاعت تهدئتي و لو قليلًا.
لا أتخيلني أمارس اليوغا .. هل تتخيلني أنت ؟!

دعك من أعصابي الثائرة، فهذا ليس بجديد عليّ.
و أخبرني عن آخر قراءاتك .. فأنت تعشق الكتب مثلما أعشقها.
أعتقد أنك التهمت كل ما كتبه البسطامي، أليس كذلك ؟
لا يستهويني الجو التصوفي، رغم هذا أعدك أني سأقرأ له يومًا ما.
الآن أنا أقرأ رواية " أبي طويل الساقين "
لجين وبستر، و لا أود لها أن تنتهي.
تعرف بالتأكيد مسلسل الرسوم المتحركة " صاحب الظل الطويل "
أشعر بك الآن تهتف بمرح " جودي آبوت "
أجل هي .. العزيزة جودي رفيقة الطفولة الجميلة.
ليتنا ما كبرنا يا أسامة، ليتنا ما كبرنا ..
كنا أطفالًا نبكي مآسي جودي الصغيرة، لكننا كبرنا - رغم أنوفنا - و أصبحت لنا مآسينا.
أفكر في أن أعاود مشاهدة " صاحب الظل الطويل "
ما رأيك ؟ .. ألا تحن لطفولتك أنت أيضًا .. ؟!

لن أسألك عن البلاي ستيشن ..
فأنا أعلم أنه اللعنة التي لا شفاء منها، اللعنة التي أدعو الله أن تصيبني، حتى يجمعنا اهتمامٌ آخر.

عزيزي أسامة ..
يا من تتقن كل الأدوار. 
الأخ، الأب، الصديق، و الحبيب.
لفرط جمالك كنت أجمل من أن تكون واقعًا.
كان على بثينة أن تجعل منك وهمًا، حتى لا نرهق أنفسنا بانتظارك.
فمثلك لا يكون إلا حلمًا.
لتكن دومًا في الخيال، فلنا في الخيال حياة.


Sunday, November 16, 2014

طعام .. صلاة .. حب




" طعام صلاة حب "
هذا الكتاب من أقرب الكتب لقلبي، و قد شاهدت الفيلم المأخوذ عنه أيضًا.

الكتاب يتحدث عن " ليزا جليبرت " 
المرأة المنهكة نفسيًا و عاطفيًا، التي ظلت لسنواتٍ طويلة أسيرة الخيبات، من خيبة لأخرى.
تمر بتجربة ما فتفشل، فتندفع لتجربة أخرى؛ علها تداوي فشلها الأول، فينتهي بها الأمر
و فشل آخر.
و السلسلة لم تكن لتنتهي، لولا أن قررت أن يتوقف هذا كله ..
قررت أن تكف عن التجريب، و تعطي لنفسها فرصة اكتشاف ذاتها.
أن تخوض رحلة لمدة عام، ما بين ايطاليا .. الهند .. و أندونيسيا.
أربعة أشهر في كل دولة..

في ايطاليا تركت نفسها لشهوة الطعام الإيطالي، 
تأكل و تأكل و تأكل ..
تتعلم الإيطالية و تكتسب أصدقاء جدد، و تنتقل من مدينة لأخرى عبر ايطاليا الجميلة.
كانت أربعةَ أشهرٍ من المتعة الخالصة، تزيل بها ما تراكم في النفس من حزنٍ و خذلان.

ثم جاءت أشهر الهند ..
 حيث التفرغ التام للعبادة و هجر كل الماديات، و غسل الروح من كل ما علق بها من شهوات.
طعامٌ قليل .. و صلاةٌ كثيرة .. كثيرةٌ جدًا.
يوغا و تأمل و أشياء من هذا القبيل .. 
كانت هذه الأشهر في منتهى القسوة، النقيض تمامًا لأشهر ايطاليا.
إلا أن هذه القسوة أتت ثمارها في النهاية.
تخلصت ليزا من كل ما كان يٌرهق روحها، من كل سموم الحياة المادية التي عاشتها سابقًا.

بعد ذلك كانت اندونيسيا، تحديدًا بالي ..
المحطة الأقرب لقلبي.
هناك عرفت ليزا كيف يكون التوازن ما بين المادة و الروح.
طعام متوازن، و تأمل بالقدر الكافي الذي لا يُرهق.
 لم تعش الحياة دون حساب كحالها في ايطاليا، و لم ترهق نفسها بالروحانيات كما الهند.
في بالي لا افراط و لا تفريط ..

!.. في بالي وجدت ليزا نفسها
.وجدتها عندما وصلت للتوازن النفسي
و عندما وجدت نفسها .. وجدت الحب.
الحب الحقيقي .. الحب الذي سيعيش.

ما أشبهني بـ ليزا ..!
و كم هي حاجتي لرحلة كرحلتها.
أحتاج للتوازن بشدة، علني أصل لنفسي عندما أصله.
لكن رحلة كهذه الآن أمرٌ مستحيل.
أما تطبيق مبادىء ليزا فأمر ممكن، ممكن جدًا.

" طعام صلاة حب "
.الشعار بسيط، و لكن تطبيقه يحتاج لجهدٍ لا يستهان به
.الأمر يستحق، و النتيجة تشجع على المحاولة
سأخوض هذه الرحلة .. !
سأخوضها من غرفتي للعالم الرحيب ..
ربما بعد مرور عامٍ أستطيع أن أصل للتوازن ..
أصل لنفسي ..
ثم أصل للحب.


Thursday, November 13, 2014

مين عارف هيكون ايه ؟!








ليه تشغل بالك .. ليه ليه ؟!
على بكرا و تبكي عليه .. ليه ؟!
مين عارف هيكون ايه ؟!
مين عارف ؟!

  ليه تشغل بالك .. عبد الحليم حافظ


أربعُ سنواتٍ للوراء ..
رسالة حملت لي هذه الأغنيةَ ذات صباحٍ ..
لا بصوتِ العندليب و لكن بصوتٍ آخر.

كانت الأغنيةُ في ذلك الوقت الفيصل ما بين مرحلتين .. شخصيتين ..
فالحياةُ ما قبلها اختلفت كليًا عن ما بعدها .. !
فقد كانت خيرُ مثالٍ على " مين عارف هيكون ايه ؟! .. مين عارف ؟! "

لذلك .. جلبًا لبعض الأمل
فربما كانت الأغنيةُ تميمةَ الحظِ التي ستفتح لي بابَ مرحلةٍ أفضلَ حالًا مما أنا عليه ..
أهديتها لنفسي هذا الصباح .. !
سمعتها .. رددتها ..
سمعتها و سمعتها و سمعتها ..
إلى أن مات الصوت الآخر.
و ظل صوت العندليب يذكرني بأنه " مين عارف هيكون ايه ؟! .. مين عارف ؟! "



#محاولات فك الارتباط الشرطي

Thursday, November 6, 2014

نوفمبر ..




عزيزي نوفمبر 

تحية طيبة و بعد ..

حملت لي العام الماضي ألمًا لا طاقة لي به، جعلني أخشاك .. أتهيب قدومك .. أمقتك !
فماذا تحمل لي هذا العام ؟!
بالله عليك ترفق بي.
لنعقد اتفاقًا .. لنفتح صفحة جديدة ..
أنا سأتوقف عن مقتك !
ليس هذا فحسب ..
بل سأبدأ في حبك !
و سأنضم لأولئك اللذين يرحبون بك كل عامٍ بــ Sweet November
بعد أنا كنت ألعنهم !
فأنا إن أقرنتك بالألم ..
فستلحق بك معظم الشهور !
لن ينجو من سيرة الوجع إلا فبراير و مارس، أغسطس و سبتمبر.
بريءٌ أنت من وجعي .. بريئة كل الشهور.
فمقتي أولى به من كان مصدر كل تلك الشرور.




Saturday, November 1, 2014

غرق ..





                                    ،أرتب الفوضى من حولي
.و أعجز عن ترتيبها في داخلي

،هذا البرد يذكرني بغياب الدفء
،و غيابه يعمق احساسي بالوحدة
،وحدتي تستصرخني أن أصالح نفسي
.. و هي تأبى ذلك

  .. دائرةٌ مفرغة، و أنا في فلكها أسبح 

 .. أراقب الأمطار هذه الأيام
   .. و أحس بها تتساقط في داخلي
!.. تملأني، و يبدو أنني أغرق