عزيزي أسامة ..
سلامٌ عليك أينما كنت ..
تأخرت في الكتابة إليك \ عنك
فقد كنت أشك - كما اقتضت العادة - في قدرتي على ذلك.
دائمًا قدراتي محل شكي يا أسامة، و لا أدري ماذا أفعل حيال ذلك، فهل
تدري أنت ؟
كيف حالك ؟
و كيف هي عروس المطر أسماء ؟
هل ما زلت تعتني بها كما كنت تفعل دومًا ؟
لا أظنها نجحت في قص شعرها، كيف تفعل و أنت تدللها بتمشيطه، كلما
اشتكت بأنه لا رغبة بها لذلك.
ما أشبهني بأسماء و يا لحاجتي لك يا أسامة .
هل ما زلت تسكب الفرح أينما حللت ؟
مبدعٌ أنت في خلق البهجة..
فلا يمكنني أن أنساك و أنت تمسك بإصيص صبارة - كأنها ميكروفون - و تغني.
أنا أيضًا أغني، دائمًا أغني، و لكن بفرشاةِ شعري ..
و رغم أن صوتي أكثر عذوبةً منك، إلا أنك مُبهجٌ أكثر مني .. !
على ذكر الصبار ..
هل ما زال شغفك بالنباتات قائم ؟
لطالما عودتني أن تكون غرفتك جنةً خضراء.
هنا التيوليب الذي أحبه، و أسفل النافذةِ الصباريات، و هناك النباتات
آكلة الحشرات التي أخشاها.
ليتني نبتة في غرفتك - يا أسامة - أنمو على الحب .. الاهتمام .. و
الموسيقى.
فأنت المؤمن أن " الغناء يساعد الزرع على مقاومة الوحدة "
و أنت الذي يمسح بيده على معظم نباتاته ليودعها قبل خروجه؛ لتنقل لها حبك.
نباتاتك التي منحت لكل منها اسمًا خاصًا بها لا يتبع التصنيف العلمي،
فلكل نبتة - على حد قولك - شخصية .. !
سلامي لأفروديت و عشتار و بيرسفوني و أثينا و إنانا،
و أعتقد أنه قد آن
الآوان لتضم إليهم جورية بيضاء، و لتمنحها اسم نفرتيتي.
أما زلت تعطر المناشف بزيت زهرة الخزامي المهدىء للأعصاب ؟
تُراه قادر على تهدئة أعصابي الثائرة دومًا ؟!
أتعلم أني فكرت في ممارسة اليوغا مثلك؛ فلربما استطاعت تهدئتي و لو
قليلًا.
لا أتخيلني أمارس اليوغا .. هل تتخيلني أنت ؟!
دعك من أعصابي الثائرة، فهذا ليس بجديد عليّ.
و أخبرني عن آخر قراءاتك .. فأنت تعشق الكتب مثلما أعشقها.
أعتقد أنك التهمت كل ما كتبه البسطامي، أليس كذلك ؟
لا يستهويني الجو التصوفي، رغم هذا أعدك أني سأقرأ له يومًا ما.
الآن أنا أقرأ رواية " أبي
طويل الساقين "
لجين وبستر، و لا أود لها أن تنتهي.
تعرف بالتأكيد مسلسل الرسوم المتحركة " صاحب الظل الطويل "
أشعر بك الآن تهتف بمرح " جودي آبوت "
أجل هي .. العزيزة جودي رفيقة الطفولة الجميلة.
ليتنا ما كبرنا يا أسامة، ليتنا ما كبرنا ..
كنا أطفالًا نبكي مآسي جودي الصغيرة، لكننا كبرنا - رغم أنوفنا - و
أصبحت لنا مآسينا.
أفكر في أن أعاود مشاهدة " صاحب الظل الطويل "
ما رأيك ؟ .. ألا تحن لطفولتك أنت أيضًا .. ؟!
لن أسألك عن البلاي ستيشن ..
فأنا أعلم أنه اللعنة التي لا شفاء منها، اللعنة التي أدعو الله أن
تصيبني، حتى يجمعنا اهتمامٌ آخر.
عزيزي أسامة ..
يا من تتقن كل الأدوار.
الأخ، الأب، الصديق، و الحبيب.
لفرط جمالك كنت أجمل من أن تكون واقعًا.
كان على بثينة أن تجعل منك وهمًا، حتى لا نرهق أنفسنا بانتظارك.
فمثلك لا يكون إلا حلمًا.
لتكن دومًا في الخيال، فلنا في الخيال حياة.
No comments:
Post a Comment