تسير في الشارع بمرحٍ طفولي يتناسب و سنواتِ عمرها العشر.
تتوزع نظراتها بين واجهات المحال التجارية.
هنا ثوبٌ تزينه فراشات، و آخر يحمل صورة بطلة فيلم
الرسوم المتحركة الذي شاهدته مؤخرًا.
و هناك رجل يبيع حلوى مختلفة الألوان، طريقته في النداء
على حلواه أعذب من أي أنشودة سمعتها.
رأت نفسها بعين الخيال ترتدي أحد هذه الأثواب، و تحمل في
يدها قطعة حلوى.
انتشلتها من هذا الحلم الوردي نظرات شاب تحدق فيها بشدة.
لمَ ينظر لي هذا الشاب ؟ .. أيعرفني ؟ .. ربما هو شاردٌ
و لا يقصدني.
هكذا كانت تحدث نفسها..
ثم تابعت سيرها دون اكتراث لنظراته إلى أن انتبهت أن كل
من بالطريق يحدق فيها أيضًا.
توترت ..
بدأت خطواتها تتسارع، و تحفزت كل حواسها.
" من اللي عمله أبوها في الناس، لقاه في ولاده
"
قالها شاب بصوت مسموع.
جعل خطواتها تتسارع أكثر..
" مسكينة .. أبوها مقصر يعالجها رغم كل الفلوس اللي
معاه "
قال آخر.
تحولت الخطوات المتسارعة إلى ركض !
" مش فلوسه .. دي فلوس الناس اللي ناهبها "
صاح بها ثالث.
و هي تركض.
عدة أمتارٍ ثم توقفت، تعبت.
فكيف لها أن تركض بهذا التقوس الشديد في ساقيها.
12-6-2014
No comments:
Post a Comment