موسيقى

Sunday, March 29, 2015

عطور



أندهش اليوم لتغير الأحوال، وتبدل المشاعر.
كنت أسمع البعض ناصحًا أن لا أغالي في مشاعري،
فقد يغدو عدو اليوم صديق، وصديق اليوم عدو.
وقد يرحل الحب تاركًا وراءه الخذلان والخيبات.
فكنت لا أكترث لهذه الكليشيهات !

البارحة تسللت لأنفي رائحة عطرٍ أعرفها جيدًا،
يومًا ما كانت تشبه رائحة الحياة ..
لكنها اليوم تشبه رائحة الأذى، فلا عجب من اصابتي بالاختناق.
كدت أمزق أوراقي وأغادر القاعة، أو أصرخ أن أخرجوني من هنا .. !
بالعودة عامين للوراء ..
نفس الرائحة عندما كنت أشمها في الشارع،
كانت تشعرني بالخفة حد تحول مشيتي لرقصات .. !


أتذكر عبارةً تقول "إنما الناس عطور"
أعلم أني سأضم لعالمي بعضًا منها، وقد اضطر لخسارة البعض.
جُل ما أتمناه أن تبتعد عني العطور المراوغة المؤذية،
تلك التي تحمل في ظاهرها وعدًا بالحياة، ثم تسمم حياتنا حد الموت !
.فقد اكتفيت منها للأبد

Monday, March 16, 2015

معتقدات واختبارات




ليس من السهل على الإطلاق اعتناق معتقد جديد أو فكرة جديدة.
طالما كان هذا المعتقد جيد\الفكرة جيدة، فما أسهل اعتناق المعتقدات والأفكار السلبية !
يأخذ المعتقد الجيد وقته حتى يترسخ بداخلك،
خاصةً مع المجهود الخرافي الذي تبذله وأنت تدفع بكل ما يناقضه خارجك.
وتأسس له ليأتي على أساس متين عماده القناعة التامة.
وما إن تشعر به يتغلل في داخلك، وتبدأ بحصاد ايجابياته في حياتك؛
حتى تأتي الاختبارات من كلِ حدبٍ وصوب.
اختبارات لقياس ايمانك بمعتقداتك الجديدة ومدى تشبثك بها،
واختبارات أخرى صادمة تحاول أن تنزعك إياها.
فإلى أي كفةٍ ستميل ؟!
هل ستتشبث بمعتقداتك ؟
أم ستتخلى عنها ؟
تذكر أنك بتخليك عنها تضحي بمجهودٍ جبار، وتصل إلى نقطة الصفر.
نقطة الصفر حيث كل المتناقضات والسلبيات حاضرة تفتح لك ذراعيها وكأنك لم تتخلى عنها !

أنا اخترت أن أقاوم، أن أتشبث بمعتقداتي الجيدة.
المقاومة ليست بسيطة، لكن الأمر يستحق.






Wednesday, March 11, 2015

الوجع بيكبّر بس بيقوي



رافقني الوجع لستة عشر شهرًا.
كلُ ليلةٍ يأتي ليقضم من روحي قضمة، ويمضي ..
وكل ليلة أسأله "ليه ؟"
"أنا ما أستاهلش كل ده ! ليه ؟"
لكن لا إجابة ..
منذ متى والوجع يقدم اجابات ؟!
خاطبت الله كثيرًا، بكيت بين يديه كثيرًا.
حتى وصل الأمرُ للصراخ دون تأدب مع الحضرة الإلهية.
وأنا أكرر "ليه يارب ؟!" 
"الوجع ده ليه ؟!"
"التجربة ليه ؟! بتدخلني فيها ليه ؟!"
وأيضًا لا إجابة ..

يحدثني أصدقائي عن أن هناك "حكمة ما" من الوجع، لابد أن أعرفها يومًا.
فلا أزداد إلا حيرة، والحيرة تلقيني في أتون الغضب.
فيزداد صراخي وأن أطالب الله أن أظهر حكمتك.
فما كانت تظهر !
وأظل متأرجحة ما بين الشك والإيمان ..
غاضبة وناقمة على الدوام.

بعد ستة عشر شهرًا من الحيرة، وصلت!
" ما الحكمة من الوجع ؟" .. عرفت.
جاءت الإجابة تتهادي في كتاب !
الكتاب الذي توقفت عن قراءته الكترونيًا عند الصفحة الخمسين.
وقررت شرائه، وقد كان قرارًا موفقًا على غير عادة !

"عندما تجد القابلة أن الحبلى لا تتألم أثناء المخاض،
فإنها تعرف أن الطريق ليس سالكًا بعد لوليدها، فلن تضع وليدها إذًا،
ولكي تولد نفس جديدة، يجب أن يكون ألم،
وكما يحتاج الصلصال إلى حرارة عالية ليشتد، فالحب لا يكتمل إلا بالألم."

قواعد العشق الأربعون، ص 129، إليف شافاق.

وجعي كان حالةُ مخاضٍ طالت، طالت لأني جنين لم يكتمل بعد،
جنين متخبط، متعجل، وغاضب دائمًا وأبدًا.
عندما اكتملت، وُلدت، وصلت، وعرفت.
وكم أنا ممتنة لذلك الوجع الذي أكل روحي لآخرها، حتى تنبت لي روحٌ جديدة.
فرحةٌ أنا بهذه الروح، ومبهورة بميلادي الجديد.
مؤمنة لأقصى حد بحكمة الله، التي تتوارى عنا لحين؛ حتى ننضج، ثم تبزغ لتحضننا بنورها الدافئ.
أدركت أنا الآن أن الوجع كالنارِ للذهب، فلم أعد أقاوم !
أترك نفسي له كليةً، ليأخذ وقته ويمضي، لأتأمل نفسي بعد ذلك وقد ازددت  بريقًا.
قالت لي صديقتي يومًا: "الوجع بيكبر حقيقي، يمكن مش بنشوف ده في وقته، بس بعدين بنفهم"
صدقت ..
فقد جاء الوقت وأدركت أن "الوجع بيكبّر" لكنه أيضًا "بيقوي".







  

Tuesday, March 10, 2015

على هذه الأرض ما يستحق الحياة



رغم الحزن الساكن جوا القلب ..
ورغم الوجع اللي مستوطن الروح ..
بعافر، وهأفضل أعافر؛ علشان أسرق من الزمن لحظات فرح
لحظات تقويني أعدي عتمة الأيام بسلام.
اللحظات دي اللي نقدر نقول عنها جملة درويش الخالدة
"على هذه الأرض ما يستحق الحياة"
1. زي إني أكتب تدوينة أو مقال وأحس بحلاوتهم.
2. زي مقال جديد يتنشر لي.
3. زي يوم الخميس 5\3 في سينما غزة، وضحك من القلب مع شباب وبنات زي الورد.
4. زي كتاب جديد، وآه من حبي للكتب.
5. زي يوم الأحد 8\3 واللف مع نداء في شوارع غزة، المشي والرغي والضحك اللي ما بيخلصش.
6. زي كتاب يجاوبك عن سؤال كان محيرك بقى له كتيييييير.
7. زي كتب تيجي لي هدية من بلد تاني، وتبقى الفرحة فرحتين،
فرحة بالكتب، وفرحة إنهم من الغالية.
8. زي رسالة من مديرتي تقولي "good work".
9. زي دفا الأصحاب (يمنى، سلوان، اسراء، ولاء).
10. زي الصدف الحلوة.

أنا عارفة إن دي أكتر تدوينة هأرجع لها كتير
علشان لما الوجع يشتد والدنيا تضلم 
لازم أفتكر لحظات الفرح ونقط النور

#مكملين :D


Wednesday, March 4, 2015

رائحة الونس






الساعة السابعة صباحًا
.رائحة الكيك المخبوز تنتشر رويدًا رويدًا في أرجاء المنزل
منذ عدة أيام وأنا أرغب في تناول كيك منزلي الصنع.
لست أدري من أين أتت هذه الرغبة،
ربما كنتُ بحاجةٍ لرشةِ سكر تقلل من المرارة التي تجثم على صدرِ أيامي.
عدة أيامٍ وأنا أتجاهل تلك الرغبة،
فمن أين لي البال الرائق للإقدام على فعلٍ دافئ كالخَبز ؟!
لكن هذا الصباح المعتم ..
الصباح البارد ..
هذا الصباح الذي يوحي بيومٍ غير مثالي ..
يستحق أن أدفع الحزن جانبًا، وألقي بالكسل من النافذة،
وأستحضر روح الفانيليا؛ لألبي نداء السكر،
وأصنع بنفسي يومي.
جميلٌ هو اليوم الذي يبدأ برائحة الكيك، رائحة الدفء والحميمية.
لست أدري إن كنت نجحت في صنع كيك مثالي أم لا.
لكني أعرف تمامًا أني وصلت للطريقة المثلى لمقاومة الوحدة !
فهذه الرائحة الجميلة التي وصلت غرفتي أخيرًا ..
تشبه رائحة الونس.